الأحد، 18 سبتمبر 2011

بحث حول محور الأسرة

العلاقة بين الأسرة والمدرسة


تعتبر الأسرة المحضن الأول في تربية الطفل ،ففيها يكبر
ويتعلم سلوكيات متعددة تطبع شخصيته وتؤثر فيها ، ثم
ينتقل إلى المدرسة ليكتسب المزيد من التربية والتعليم
بشكل هادف ومنظم ومخطط له ، ولكن تأثير الأسرة لا
ينتهي بل هو عملية مستمرة تلازمه فترة طويلة من
الزمن إن لم تكن طيلة حياته ، لذا فإن هدفي الأسرة
والمدرسة يلتقيان بعموميته، فكلاهما يهدف إلى تربية
النشء تربية صالحة ، فالأسرة والمدرسة هما من أهم
البيئات التي تؤثر في المتعلم ، ونجد بأن أولياء الأمور
ينتظرون في نهاية العام الدراسي بفارغ من الصبر نتائج
أبنائهم، فإن كانت النتائج مرضية لهم نسبوا ذلك النجاح
لأنفسهم وإن كانت النتائج عكس ما يرغبون فإنهم
سرعان ما يكيلون الاتهامات للمدرسة ، وكذلك المدرسة
في الجانب الآخر، فكل طرف يتهم الأخر بالتقصير ،
وبدون الخوض في هذه الجدلية فإننا نعتقد بأن كافة
الأطرف مشتركة في المسئولية وتتحمل جزءا منها ولكن
بنسب متفاوتة ، وهنا سنسلط الضوء على أسباب ضعف
التحصيل المتعلقة بالأسرة فقط كجزء من المجتمع
المحلي

أسباب ضعف التحصيل المتعلقة بالأسرة:

1- أسباب تتعلق بضعف العلاقة بين المدرسة والأسرة:
أكدنا سابقاً بأن العلاقة بين المجتمع المحلي والمدرسة
علاقة طردية في تأثيرها على الطالب تحصيلياً ،وبما أن
الأسرة هي جزء هام من المجتمع المحلي فإن العلاقة
الطيبة والمتينة والفاعلة بين الأسرة والمدرسة لها تأثير
كبير على رفع مستوى التحصيل لدى الأبناء ، والعكس
صحيح عندما تكون العلاقة ضعيفة ، وهنا نورد بعض
أسباب ضعف العلاقة بين الأسرة والمدرسة :


أ-انشغال الوالدين :
حيث يعمل الوالدان في عمل
ما، فيصعب عليهما زيارة أبنائهم في المدارس ومتابعتهم
لعدم وجود الوقت المناسب، وكذلك يصعب متابعتهم
داخل المنزل لكثرة مشاغلهم ، فهذا يجعل الابن يشعر
بعدم وجود الرقيب والمتابع له في التحصيل فيتراجع إلى
الوراء .

ب-المشاكل الأسرية :
كأن يفترق الأب عن الأم
فيمنعها من زيارة ابنها في المدرسة وما ينجم عن ذلك
من مشكلات أسرية متعددة تؤثر سلباً على نفسية الطفل
، ويترك في المدرسة دون عناية ومتابعة .

ج-العادات والتقاليد :
حيث يُعتقد بأنه من العيب
على الزوجة أن تذهب إلى مدرسة البنين للسؤال عن
ابنها وكذلك العكس بالنسبة للرجل حيث يتحرج من
الذهاب إلى مدرسة البنات للسؤال عن ابنته.

د-الجهل بأهمية العلاقة بين المدرسة والأسرة :
كثير من أولياء الأمور يعتقدون بأن التربية مقتصرة
على المدرسة وهي التي ينبغي عليها أن تقوم بكافة
المهام دون الحاجة لهم .

ه-التخوف من دفع الأموال :
يخشى بعض الأغنياء من الذهاب إلى المدارس خوفا من
إحراجهم في دفع الأموال لتطوير المدرسة .

و-سلبية الاستقبال :
ويتم ذلك من قبل المدرسة وأولياء الأمور على حد سواء
، كأن يجيب مدرس ما على سؤال ولي أمر عن ابنه
بالتالي " ابنك راسب " " ابنك فاشل " فيحبط الأب ولا
يعود للمدرسة مرة ثانية كيلا يسمع مثل هذه الكلمات ،
وكذلك الأمر بالنسبة لولي الأمر حينما يذهب للمدرسة
حاملا في جعبته سهام الشتائم والسباب على المدرسة
والمدرسين ، فهذا يؤدي إلى الجفاء بين المدرسة
والأسرة .

مقترحات لتوطيد العلاقة بين المدرسة والأسرة:

1-مشاركة أولياء الأمور في فعاليات اليوم المفتوح.

2-مشاركة أولياء الأمور في الرحلات المدرسية جنباً إلى جنب مع أبنائهم.

3-مشاركة الهيئة التدريسية والإدارة المدرسية لأولياء الأمور في أفراحهم وأحزانهم .

4-تكريم أولياء الأمور المتعاونين مع المدرسة .

5-مشاركة أولياء الأمور في تكريم أبنائهم .

6-تفعيل مجالس الآباء .

7-مشاركتهم في تقويم المدرسة من خلال الاستبانات وغيرها من الأساليب .

8-عقد لقاءات بين المدرسين وأولياء الأمور .

9-عقد مسابقات ثقافية بين الطلبة وأولياء الأمور .

10-مشاركة أولياء الأمور في حل مشكلات الطلبة.

11-تفعيل مذكرة النشاط البيتي، والتقرير الشهري .

12-تفعيل التواصل من خلال موقع المدرسة الالكتروني .


2-أسباب تتعلق بواقع الأسرة :

1-تسجيل الأسر لأبنائهم في رياض أطفال غير مؤهلة
تربوياً للتعامل مع أبنائهم،حيث تركز هذه الرياض على
جانب التنافس من خلال من خلال الضغط على الأطفال
للقيام بأنشطة تعليمية تفوق مقدرته العقلية ، ولا تتناسب
مع نضجه ونموه ،فيصاب بالإحباط إن لم ينجزها،فيكره
الدراسة ويصبح فاشلاً فيها .

2- كثرة الخلافات داخل الأسرة أو في محيطها،حيث
تؤثر في نفسية الطفل فيشعر بالاضطراب والقلق والتوتر، وهذا ينعكس على دراسته.
وهنا ينبغي على
الأسرة أن تنأى بمشاكلها عن أبنائها وعدم مناقشتها
أمامهم ، وحالة علمه بها يجب على أحد أفراد الأسرة
المقربين له أن يقوموا بعملية إقناع له بعدم وجود
مشكلة، ويشعره بالأمن والأمان .

3- عدم مشاركة الابن في الأحاديث الأسرية، وزجره إن
تحدث أمام الكبار ،فهذا يؤدي إلى انزوائه،وتفضيله
الجلوس منفرداً،فتتأثر حصيلته اللغوية ،وبالتالي عندما
ينتقل إلى المدرسة،يجد صعوبة في محاورة المعلم أو
الإجابة عن أسئلته.

4-نشأة الطالب المتعلم في أسرة جميع أفرادها غير
متعلمين ، فهذا الجو الأسري يترك انطباعاً ، وقدوة لدى
المتعلم بعدم أهمية التعليم، لأن محيطه لا يعيره أي اهتمام
، وللخروج من هذا المأزق لا بد لولي الأمر أن يقوم
بعملية إحلال لنقطة الضعف لديه بنقطة قوة، كأن يحث
مثلاً أبناءه بأخذ العبرة من حاله ويشعرهم بأنه نادم على
تركه للدراسة، وأن حال الأسرة يمكن أن يكون أفضل لو
كان متعلماً ..... .

5- جهل ولي الأمر بالقراءة والكتابة، فيستغل الطفل ذلك
بإيحائه لهم بأنه يقرأ ويحفظ الدرس، وينجح في كل
الامتحانات،فيصدقونه،لذا لا بد لولي الأمر من البحث عن
بدائل لإشعار أبنائه بأنه يعلم كل شيء ، كأن يزور
المدرسة،أو يستعين بأخوته المتعلمين أو ....

6- تفريق بعض الأسر بين أبنائها من حيث المعاملة ،
فتعامل الطفل الناجح في دراسته بدلال ،والضعيف في
دراسته باحتقار، فيشعره بالإحباط ويعتقد أن ليس
بمقدوره النجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق