الأربعاء، 14 يونيو 2017

في يوم الثلج بقلم سعيد رحيمي.


                          في يوم الثّلج

  في يوم الثّلج كانت الأشجار تحلم بشمس الرّبيع تكتنفها في شرانق النّور، وكانت الطّيور ساكنة في مكامنها تتابع بعيونها البريئة رقصات حبّات الثّلج تنـزل مترنّحة حتّى تستقرّ مطمئنّة على البساط الأبيض الجميل، وكانت الطّبيعةكلّها صامتة تناجي قلوب الشّعراء بقصائد النّور والرّضى. وهناك على أغصان الدّوح تجمّدت المياه مشكّلة صورا بديعة تتغيّر بين الحين والحين بزيادة منسوب الثّلج أو بحركة غصن.
     لكن.. أين الألوان؟ هل محاها سكب الماء وأخذها إلى أعماق المنحدرات والأودية؟ أيكون شحوب الطّبيعة وحزنها هو سبب خفوت الألوان واندثارها؟ أم أنّ رسّاما كان يلوّن الأرض وهو اليوم غاضب لغضب العناصر؟ لا لون اليوم.. سوى اللّون الأبيض الباهت.. ورغم ما في هذا اللّون من صمت إلاّ أنّه أشبه بمرآة تجلو للوجود كلّه حقيقته.. حقيقة الموت والاندثار بعد طول الحياة.
11 / 02 / 2016.

بقلم : سعيد رحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق