السبت، 17 يونيو 2017

أيّتها الأزهار.

                     أيّتها الأزهار

    غضّةٌ أنتِ كالنّور، ناعمة أنت كالنّسيم، لطيفة أنت كالقبلة، جميلة أنت كالغادة، ساحرة أنت كالحلم، عطِرة أنت كالصّباح، ضاحكة أنت كالنّجوم.
    فيك اجتمعت الألوان والألحان، والعطور والسّرور،والفنون والظّنون، والأذواق والأشواق والأحداق والأنساق والآفاق والأرزاق.
    فيك اجتمع الحبّ والطّبّ، والجمال والدّلال، والنّور والحرير، والسّلام والغرام، والبقاء والنّقاء، والطّلّ والظّلّ والكلّ.
    عندما يقبل الصّباح تستيقظين، تفتحين العيون في كسل، تتمطّيْنَ، تبتسمين بثغر النّور، وعندما ترتفع الشّمس يظهر ثغرك الملوّن مشرقا ضاحكا، فنضحك نحن البشر لضحكتك، ونفرح لفرحك، ونتعطّر كعطرك، ونطير بأجنحة الحبّ نناجي الأحبّة ونعشق الحياة.
    لقد علّمتنا كيف نبتسم، وكيف يبتسم بعضنا لابتسام البعض، وجعلت الحياة ابتساما وجمالا يقلّد ابتسامك وجمالك، لقد علّمتنا كيف نتعطّر، وألهمتنا أسرار العطر وأفهمتنا تأثيره، فصار النّاس يتعطّرون فيفرحون. ولقد علّمتنا كيف نتزيّن فتزيّنت شفاه الحسان، وتلوّنت خدودهنّ، ولبسن غلائل الألوان الزّهريّة، فصار الجمال في البيوت وفي المدن وفي التّجمّعات البشريّة أشبه بجمالك الفطريّ العظيم.
    لقد تكلّمت في صمتك بكلّ اللّغات، وغنّيت بكلّ الألحان، وسمعك كلّ النّاس في كلّ مكان من الأرض ففهموا ما تقولين لأنّك تتكلّمين بلغة الوجود الأولى. إنّك دائما تردّدين:" تقدّس الجمال".
بقلم: سعيد رحيمي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق